أصبحت العولمة في العصر الحاضر اتجاها سائدا تتحرك في ضوءها جميع ديناميكيات هذا العصر بشتى مجالاتها وبدون استثناء، وأصبح كل ما ينشغل به إنسان هذا العصر ممن يريد التطور والتقدم سعيا إلى مواجهة تحدياتها وتلبية متطلباتها، ويقاس التطور والتقدم في ضوء ذلك على مدى القدرة على تلبية متطلبات العولمة.
ورغم أن العولمة كانت في البداية تعني عولمة اقتصادية التي تمثلت في عولمة الاقتصاد الرأسمالي إلا أن الحديث عنها هذا اليوم بدأ يتوقف كثيرا على منظور ثقافي. ذلك لأن العولمة الثقافية كما يراه الكثير قد تركت آثارا كبيرة على حياة الجنس البشري منها إيجابية ومنها سلبية.
أما آثار العولمة الإيجابية ثقافيا فمنها توفير الوسائل الحديثة ليس فقط لنشر الثقافات المحلية والمحافظة عليها في حدودها وإنما أيضا للتعامل عبر الثقافات بين الأمم ثقافاتها مما يمكن خلال ذلك تبادل الاستفادة والاحترام بين أبناء الثقافات.
أما ما يترتب من العولمة الثقافية من آثار سلبية فمنها اختفاء الحدود الثقافية بين الأمم حيث أن الإنسان في هذا العصر لم يعد ينتمي إلى ثقافة أرضه ودينه إنما ينتمي إلى الثقافة السائدة دوليا وهي كما يتفق عليه الكثير الثقافة الغربية، إنه بعبارة أخرى يعني أن الانتماء الثقافي لم يعد على أساس الحدود الجغرافية والدينية وإنما على أساس السيادة الثقافية في ضوء تيار العولمة. وبما أن الثقافة الغربية في ذلك هي الثقافة المهيمنة التي تدعم العولمة وتدعمها العولمة فبدأ الانتماء الثقافي على المستوى الدولي يتجه إليها.
ولعل أبرز أشكال العولمة الثقافية التي يشهدها العصر الحاضر هي العولمة اللغوية.
إن العولمة -من ناحية- قد فتحت بابا ووفرت جميع الوسائل لكل لغة لتجد سبيلها إلى خوض التواصل الدولي، ولكنها من ناحية أخرى قد أدت إلى ما يمكن الإطلاق عليه مصطلح "أزمة الهوية اللغوية"، حيث أن أبناء هذا العصر لم يعودوا يعيشون اللغة التي تنتمي إليها ثقافتهم وأرضهم وإنما تنتمي هويتهم اللغوية إلى اللغة المهيمنة في التواصل الدولي. فكما اختف هويتهم الثقافية اختفت هويتهم اللغوية.
واللغة العربية قد تعد أكثر ما يعاني من هذه الأزمة الهوية اللغوية في ظل العولمة لكونها لغة للثقافة الإسلامية من جانب ولغة أجنبية دولية من جانب آخر.
يرى البعض أن العولمة قد جاءت بكل ما تحتاج إليه هذه اللغة لإثبات كونها لغة دينية من جانب ولغة أجنبية من جانب آخر بل يمكن القول أن العولمة تأتي لخدمة هذه اللغة، إلا أن البعض الآخر يرى ما يخالف ذلك ويزعمون أن اللغة العربية بدأت تصبح معزولة داخل أرضها وخارجها ومنسية لدى الناطقين بها والناطقين بغيرها، وأن الانتماء لهذه اللغة الذي يتمثل في الرغبة في تعلمها وتعليمها واستخدامها ينقص شيئا فشيئا وذلك لأسباب ليست فقط خارجية مثل هيمنة اللغة الغربية واستيلائها وإنما أيضا داخلية مثل انعدام المنهج اللغوي والسياسة اللغوية لدعم هذه اللغة.
وهذه القضية هي التي تحاول هذه المقالة تسليط الضوء عليها مبينة في ذلك ما تخسر اللغة العربية من العولمة وما تنتفع بها أولاً، وتعليم اللغة العربية على منهج وسياسة تمكن هذه اللغة من مواجهة تحديات العولمة وتلبية متطلباتها ثانيًا.
يمكن تعريف العولمة Globalization، بأنها تعميم نمط من الأنماط الفكرية والسياسية والاقتصادية على نطاق العالم كله، ولأن الدعوة إلى العولمة، ولدت في الولايات المتحدة، فمن المفترض نظريًّا أنها تعني الدعوة إلى تبني النموذج الأمريكي في الاقتصاد والسياسة وفي طريقة الحياة بشكل عام، ومن ضمنها الثقافة والفكر والإعلام.
ولعل أول ما تؤدي إليه العولمة في ضوء هذا المفهوم هو ما يعرف بطمس الهويات وضياع الاتجاهات غير الأمريكية، لأن تعميم النموذجي الأمريكي في هذه المجالات يعني الابتعاد عن أي نظام آخر متبع فيها، فتعميم النموذجي الأمريكي في الاقتصاد على سبيل المثال يعني أول ما يعني الابتعاد عن أي نظام اقتصادي لا يتناغم معه، فإذا وقعت هذه العولمة الاقتصادية في دولة معينة فذلك سوف يحثها على الابتعاد عن نظامها الاقتصادي وتبنى نظام آخر أمريكي وبهذا اختفت هوية هذه الدولة الاقتصادية.
والعولمة اللغوية لا تقل خطورة من ذلك بل إنها أخطر ألوان العولمة لأنها لا تعني عولمة اللغة الإنجليزية (وهي اللغة التي تتسلح بها أمريكا في شن هجوم العولمة على العالم) وهيمنتهاعلى سائر اللغات فقط وإنما تعني أيضا عولمة ثقافة هذه اللغة وسيادتها على ثقافات
العالم كلها. واللغة العربية تعد أكثر ما يتعرض من اللغات لهذه النوع من العولمة، ذلك لكونها لغة أجنبية ولغة دينية في آن واحد مما يعني أن المواجهة بين الإنجليزية والعربية في ضوء العولمة تعني المواجهة بين الثقافة الغربية والثقافة الإسلامية – الأمر الذي قد أشعل غزوا فكريا منذ قرون.
وعند مواجهة بين اللغتين تخسر اللغة العربية كثيرا و يأتي ذلك في المقام الأول من سيادة اللغة الإنجليزية على الوسائل التكنولوجية ومجال الأعمال والاتصال الدولي، تقول الأرقام الدولية الرسمية إن (تسعين)90% من العناصر التي تتحرك في شبكة الإنترنت هي بالإنجليزية وحدها، و(خمسة وثمانين) 85% من الاتصالات الدولية عبر الهاتف تتم بالإنجليزية أيضًا، وإن أكثر من 70% من الأفلام التليفزيونية والسينمائية بالإنجليزية، و(خمسة وستين) 65% من برامج الإذاعات في كل العالم بالإنجليزية، أما في مجال الأعمال فتشكل الإنجليزية أهم شروط يجب توفيره للحصول على عمل أو منصب مرموق معين بخلاف العربية التي تنحصر مطالبتها على مجالات محددة.
وليست هذه الظاهرة هي المشكلة الحقيقة التي تتعرض لها العربية وإنما المشكلة الحقيقية ما يترتب على هذه الظاهرة من تكوين الاتجاهات الإيجابية تجاه الإنجليزية والسلبية تجاه العربية وما ينتج من ذلك من طمس الهوية اللغوية العربية والثقافية الإسلامية.
ولعل أبرز صورة من صور هذا الطمس أن يفتخر المسلمون بالإنجليزية ويعتبرونها لغة وحيدة للفوز على الحياة المعاصرة وفي المقابل ينظرون إلى العربية نظرة مخالفة، فتنقص رغبة الأجنبيين ودافعيتهم لتعلم العربية وتعليمها، وضاع افتخار العرب باستخدام العربية إلا صورتها العامية، ويعلمون أولادهم في المدارس الغربية لكي يجيدوا الإنجليزية أكثر من العربية، بل هناك ظاهرة كادت أن تفوق الخيال ما يلاحظ في العقود الأخيرة من الزمن من أن بعض السيدات الحوامل يسافرن إلى أمريكا أو إنجلترا ليلدن هناك حتى يكتسب الوليد جنسية فوقية لا عربية دونية. لقد وصلت هذه الأزمة الهوية بين أبناء هذه الأمة إلى أقصى حدودها!
ولكن لا تقوم العولمة دائما ضد هذه اللغة. هناك من ظواهر العولمة ما تنتفع بها العربية ولعل أهمها توافر الوسائل التكنولوجية الإعلامية التي اتخذت العربية فيها مكانا للتداول، إن الوسائل الإعلامية خاصة شبكات الإنترنت والقنوات الفضائية بالنسبة للناطقين بغير العربية تقدم لهم ما يتمتعون به من برامج لغوية وثقافية التي بدورها تزودهم بالمعلومات عن العربية وثقافتها، أما بالنسبة للمواطنين العرب فتضاعفت من خلال هذه الوسائل فرصهم
في سماع الفصحى وفهمها في الوقت الذي سادت العامية في حياتهم اليومية، والإنترنت هي أهم ما ينتفع بها العربية خاصة في تقديم ديناميكية هذا العصر أمام المجتمع الدولي بأسلوب عربي، وهي بهذا تحمل العربية على مواكبة جميع تطورات العالم الحاضر مما يعني أن هذه الوسيلة تضمن وجودية هذه اللغة في التواصل الدولي.
على صعيد آخر إن بعض ردود فعل على العولمة قد تأتي لمصالح اللغة العربية، ومن ذلك ظهور رغبة متزايدة في بعض الدول في تطبيق نظام الاقتصاد الإسلامي ردا على الاقتصاد الأمريكي الرأسمالي، هذا قد أدي إلى رغبة متزايدة في تعلم اللغة العربية لأغراض اقتصادية، فبدأ المعنيون بالاقتصاد الإسلامي العناية باللغة العربية لكونها وسيلة وحيدة للرجوع المصادر الاقتصادية الإسلامية.
والإرهاب الذي ظهر ردا على العولمة قد ترك أيضا شيئا آخر لمصالح اللغة العربية، أثارت فضول الملايين في الغرب لمعرفة الإسلام واكتشاف تعاليمه التي ربطوها بالإرهاب فيندفعون إلى تعلم العربية بدواعٍ كثيرة في مقدمته الرغبة في أن يفهموا بأنفسهم الإسلام والثقافة العربية دون تأثير من أحد.
إن تعليم اللغة العربية في العصر الحاضر أصبح مجالا متعدد الأبعاد لا يتعلق فقط بالتعليم اللغوي وإنما يتعلق كذلك بالسياسي اللغوي، وقد علمتنا العولمة اللغوية أن اللغات السائدة في هذا العصر فازت المنافسات في التواصل الدولي ليس عن طريق التعليم فقط وإنما أيضا عن طريق السياسة اللغوية المدعمة لها، مما يعني أن مجال تعليم أي لغة أجنبية في هذا العصر يجب أن يستند إلى التآزر بين المنهج والسياسة، وتتناول السطور التالية منهجا يمكن الاستناد إليه تعليم اللغة العربية كلغة أجنبية وسياسة يمكن وضعها لدعم تعليمها.
لم تكن مناهج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها -منذ السبعينيات حتى العقد الحاضر- مناهج يتم تصميمها شكليا وتطبيقها عمليا في ضوء مواجهة تحديات العولمة وتلبية متطلباتها، أو بعبارة أخرى إن ظاهرة العولمة لم تكن مما يراعي في عملية وضع تلك المناهج. لذلك فمن الضرورة بمكان إعادة النظر إلى تلك المناهج خاصة الأسس التي تنبني عليها عملية بنائها والعناصر التي تتكون منها بنيتها لكي تتناسب مع محاولات تعليم اللغة العربية في ضوء مواجهة تحديات العولمة وتلبية متطلباتها.
1 . أسس بناء المنهج
إن الأدوار التي تلعبها اللغة العربية في عصر العولمة والتحديات التي تواجهها فيه هي الأدوار والتحديات المتعددة الأبعاد، لذلك فلا بد أن يكون المنهج المتبع لتعليم هذه اللغة وتعلمها مصمما تصميما كاملا ومبنيا بناء شاملا على عدة أسس أهمها ما يلي:
1.1. الأسس النفسية
تتعلق هذه الأسس بالجوانب النفسية التي لها أثر كبير في تعليم اللغة العربية وتعلمها للأجانب ومن ثم يجب مراعاتها في عملية بناء المنهج من جانب ويجب من معالجتها في تطبيق المنهج من جانب آخر، وثمة جوانب كثيرة تنضوي على هذه الأسس نذكر أهمها وأشدها ضرورة في عملية بناء منهج تعليم اللغة العربية وتعلمها في عصر العولمة، وهي:
- الدافعية
وهي قوة نفسية دافعة تلعب دورا بالغ الأهمية أثناء عملية التعليم والتعلم لدرجة أن يصدق أن أي طالب أجنبي لن يستطيع أن يتعلم اللغة العربية ما لم تكن لديه الدوافع أو الرغبة في تعلمها، ذلك لأنَّ الدوافع هي التي تدفعه إلى بذل ما لديه من طاقة عقلية وجسمية من أجل إتقانها، والدافعية نوعان هما الدوافع الوسيلية (Instrumental motivations) والدوافع التكاملية (Integrative motivations)، إن الدوافع الوسيلية تدفع الأجانب إلى تعلم اللغة العربية من أجل قضاء حاجات قصيرة المدى، مثل الحصول على الوظيفة الشاغرة، أو التمتع بالسياحة، أو الاستجابة لمتطلبات مقرر دراسي معين أو الحصول على درجة علمية أو اكتساب المهارة للاتصال بالكتابة المعينة، أو الاستجابة لشعائر دينية يلزمهم أدائها بهذه اللغة، أما الدوافع التكاملية فهي التي تستحث الأجانب على تعلم اللغة العربية من أجل تحقيق أهداف أهمها: الاتصال بمتحدثي اللغة العربية وممارسة لغتهم وفهم ثقافتهم وتقاليدهم. وهناك نوع آخر من الدافعية وهي الدافعية الانتمائية، وهي ما يستحث الأجانب على تعلم اللغة العربية من أجل الانتماء إلى المجتمع العربي والاندماج فيه.
والجدير بالتأكيد هنا أن هذه الأنواع من الدافعية ليست أساسا من أسس بناء المنهج فقط وإنما يجب أن تكون هدفا من أهدافه أيضا بمعنى أن المنهج المصصم لتعليم اللغة العربية يجب أن يسعى إلى تقوية هذه الدافعيات - خاصة الدافعية التكاملية- وتوطيدها في صدور متعلمي هذه اللغة العربية، ذلك لأن من أبزر المشكلات التي يتعرض لها متعلمو اللغة العربية الأجانب هي قلة الدافعية وانعدامها نتيجة اتجاهاتهم السلبية لهذه اللغة واعتبارهم إياها بأنها لا تلبي متطلبات حياتهم في عصر العولمة.
وعملية توطيد الدافعية يمكن أن تتم من خلال المعلم أثناء عملية التعليم والتعلم وذلك عن طريق – على سبيل المثال لا الحصر- إفهام الطلاب أن تعلم اللغة العربية سوف يساعدهم على تحسين مستواهم وأوضاعهم من خلال العمل في المجالات التي تطلب إجادة اللغة العربية، وتحقيقا لذلك يجب أن تكون المواد التعليمية وطريقة تدريسها وضعت ووظفت بطريقة تثير وتوطد دافعية إيجابية لدى الطلاب لإيجاد اللغة العربية.
- الاتجاهات
يمكن تعريف الاتجاهات (Attitudes) بأنها هي حالات استعداد عقلي وعصبي نُظِّمَت عن طريق التجارب الشخصية وتعمل على توجيه استجابة الفرد لكل الأشياء والمواقف التي تعلق بهذا الاستعداد، وفي مجال تعليم اللغة العربية قد تكون الاتجاهات إيجابية ومن ثَمَّ تلعب دورا إيجابيا في عملية تعليم اللغة العربية وتعلمها، وقد تكون سلبية ومن ثم تلعب في أغلب الأحيان دورا سلبيا في تعليم هذه اللغة وتعلمها.
واتجاهات الأجانب نحو اللغة العربية وتعليمها وتعلمها –شأن دوافعهم لذلك- يمكن وصفها بصفة عامة سلبية، ذلك لأن العولمة التي تأتي من خلال سيطرة اللغة الغربية وهيمنة الثقافات الغربية قد جعلت أبناء المسلمين يرون أن هذه الثقافة المهيمنة وتلك اللغة المسيطرة هي الخيار الوحيد الذي يمكنهم من عيشة هذا العصر بصورة أفضل وهذا يكرس لديهم اتجاهات إيجابية نحو لغات هذه الثقافة وتكرس في المقابل اتجاهات سلبية نحو لغات الثقافات غيرها بما فيها اللغة العربية والثقافة الإسلامية حيث يعتبرون بأنها لا تلعب دور يذكر في فوز منافسات الحياة في العصر الحاضر.
لذلك فلا بد في عملية بناء منهج اللغة العربية من مراعاة هذه الجانب النفسي لتكون ليس أساسا من أسس هذه العملية فقط وإنما أيضا هدفا من أهدافها، لذا يجب أن تتكون بنية المنهج من عناصر تستطيع أن تكرس اتجاهات إيجابية لدى الأجانب تجاه اللغة العربية وتعليمها وتعلمها، ويمكن أن يتم ذلك من خلال إدماج في محتوى المنهج ما يبرز صورا تستحق التقدير وتثير الاهتمام من اللغة العربية وثقافتها.
2.1. الأسس اللغوية
تتعلق هذه الأسس بالجوانب اللغوية التي يجب أن يتمحور حولها بناء منهج تعليم اللغة العربية، وهذه الجوانب كثيرة ولعل أهمها دورا لإنجاح تعليم اللغة العربية في عصر العولمة ما يلي:
إن كون اللغة وسيلة للاتصال أوضح من أن يناقش. فاللغة يستخدمها الإنسان للتعبير عن أفكاره وأغراضه تحقيقا للاتصال، بل إن اللغة تتكون نتيجة لوجود رغبة الإنسان كمخلوق اجتماعي في قضاء حاجاته للاتصال، ويعني هذه الطبيعة الاتصالية للغة في مجال تعليم اللغة العربية أن يتكون المنهج مما يمكن الطلاب من التواصل بهذه اللغة بشتى أشكال الاتصال في مواقف مختلفة والتركيز على هذا الجانب الاتصالي في وضع منهج تعليم اللغة العربية ضروري لسببين:
أولا، أن هناك دراسات دلت على أن المنهج الذى يفصل تعلم اللغة وتعليمها من طبيعتها الاجتماعية (طبيعة اتصالية) لن يحقق نتائج مرضية.
وثانيا، أن هناك اتجاهات سلبية عامة لدى الأجانب في تعليمهم وتعلمهم اللغة العربية وهي أن يتعلموا هذه اللغة ليست لأغراض اتصالية وإنما لأغراض دينية وهي تعليم العربية وتعلمها كوسيلة لفهم النصوص الدينية، ويترتب على ذلك تدني القدرة اللغوية الاتصالية لدى الأجانب على استخدام اللغة العربية اللغة مما يؤدي إلى قلة استخدامها اتصاليا في الدول الأجنبية خاصة في الوقت الذي نجح مجال تعليم اللغات الأجنبية الأخرى وفي مقدمتها الإنجليزية في تنمية المهارات الاتصالية بين متعلميها.
إن تعلم اللغة العربية من أجل الأهداف الدينية ليس عيبا بكل التأكيد إلا أن التركيز البالغ عليه يحرم المتعلمين الأجانب من إجادة اللغة العربية بصورة كاملة وشاملة وذلك لانحصار اهتمامهم على النحو والترجمة واستهانتهم بمهارات استخدام اللغة مثل مهارة الكلام والكتابة بوصفهما وظيفتين اتصاليتين أساسيتسن أساسية للغة العربية. إلى جانب ذلك إن تعليم اللغة العربية وتعلمها على مثل هذا الاتجاه لا يتماشى مع وظائف مستجدة للغة العربية في عصر العولمة بوصفها لغة أجنبية التي لا ينحصر استخدامها على المجال الديني فقط وإنما قد توسع استخدامها لتكون لغة اتصالية في كل مجالات الحياة مثل المجالات الأكاديمية، والسياسية، والثقافية، والدبلوماسية، والسياحية، والصحافية، وغيرها من المجالات.
لذا فالتركيز على هذا الجانب الاتصالي في تعليم اللغة العربية –مرة أخرى- ضرورية للغاية، وتحقيقا لهذا يجب أن يكون محتوى المنهج مشتملا على المواد الاتصالية للغة العربية بشتى ألوانها، وهذا المحتوى يجب أن يكون تقديمه على المستوى التعليمي من خلال الطرائق، والأساليب، والوسائل التي تتبنى مدخلا اتصاليا وكل ذلك يتم في ضوء ما يعرف بعملية "تعليم اللغة اتصاليًا".
- الجانب الثقافي:
تقوم بين اللغة والثقافة علاقة وطيدة ترجع إلى عدة أسباب أهمها:
أولاً، أن اللغة تربط بين الثقافة وأبنائها، فالطفل يكتسب ملامح ثقافة بيئته من خلال اللغة.
وثانيـًا، أن اللغة تنقل الثقافة إلى خارج حدودها، واللغة لا تكسب الثقافة لأبنائها فقط بل تنقلها من شعب إلى شعب ومن جيل إلى آخر، وهذا يعني أن تعليم أية لغة وتعلمها لا بد أن يتم في إطار ثقافتها، وإلا فلن ينجح.
ولكنه من الأسف الشديد أن هذا الجانب الثقافي هو أكثر ما يهمل في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وذلك نتيجة رؤية أحادية الجانب بأن الثقافة الإسلامية التي يتم في إطارها تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها هي الثقافة الإسلامية السائدة في الدول العربية فقط دون غيرها من ثقافات الشعوب الإسلامية في الدول الأجنبية، وهذا يخالف تمام المخالفة لمفهوم الثقافة الإسلامية التي تعني المعتقدات والمفاهيم والمبادئ والقيم وأنماط السلوك التي يقرها الدين الإسلامي متمثلا في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ومن ثم فإنَّ هذه الثقافة تقتصر على المجتمعات الإسلامية بغض النظر عن المكان والزمان"، كما يخالف طبيعة اللغة العربية التي ترتبط بثقافة الناطقين بها بصفة خاصة، وبثقافة الناطقين بغيرها من الشعوب الإسلامية بصفة عامة ارتباطا عضويا يصعب معه أن يحدث الانفصال بينهما.
وينتج من ذلك عدة أمور لعل أوضحها وأخطرها انحصار مواد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها على الموضوعات حول الثقافة العربية الإسلامية، مما يجعل هذه المواد غريبة إلى حد كبير بالنسبة للناطقين بغير العربية وتجعلهم يشعرون بأن اللغة العربية لا تخدم احتياجات للاتصال بهذه اللغة في إطار بيئتهم وثقافتهم المحلية.
لذلك فلا بد من مراعاة هذا الجانب الثقافي في بناء منهج تعليم اللغة العربية خاصة في اختيار محتواه وتنظيمه لكي تقدر هذه اللغة بما تحمله من القيم الثقافية الإسلامية على مواجهة تحديات العولمة، لأن تعليم اللغة وتعلمها في هذا العصر يعني تعليم وتعلم ثقافتها وانتشار اللغة يعني انتشار ثقافتها، فليس علينا أبناء هذه اللغة في مواجهة هيمنة الإنجليزية والثقافة الغربية إلا تحبيب هذه اللغة القرآنية إلى أبناء المسلمين وغرس قيم ثقافتها الإسلامية في صدورهم لكي يستطيعوا مواجهة تيار العولمة بهويتهم الخاصة وهي الهوية اللغوية العربية والثقافية الإسلامية.
إن تعليم اللغات الأجنبية في ضوء اتجاه العولمة يتآزر مع التطورات التكنولوجية، وذلك على أساس الفرضية أن التطورات التكنولوجية تأتي دائما لتلبية احتياجات الإنسان فاللغة بوصفها حاجة من حاجات الإنسان الأساسية لا بد أن تواكب كل تطور من هذه التطورات التكنولوجية، فالاتصال اللغوي في شتى أشكالها يتم اليوم مستعينا بكل أنواع الآلات التكنولوجية الحديثة، وكذلك في مجال تعليم اللغة حيث أصبحت عملية تعليم اللغة وتعلمها توظف كل أنواع التكنولوجية مما يجعلها أكثر فعالية.
ومن الأسف أن مجال تعليم اللغة العربية لم يستفد بصورة مرضية من هذا التطورات التكنولوجية، بل إن الاستفادة من التكنولوجية لم تكن مما يراعي في عملية بناء المنهج بحيث تنبني العملية على عدة أسس لم تكن الأسس التكنولوجية منها. ومما يترتب على ذلك تخلى عملية تعليم اللغة العربية وتعلمها من الاستعانة بالوسائل التكنولوجية الذي يؤدي بدوره إلى شيئين: عدم فعالية عملية التعليم والتعلم ذاتها من جانب، وتدني مهارة الطلاب على استخدام التكنولوجية في التواصلي اللغوي من جانب آخر. ذلك إلى جانب أن هذه المشكلة تؤثر سلبيا على أداء المعلمين حيث أشارت العديد من الدراسات أن أغلبية المعلمين لا يجيدون استخدام الوسائل التكنولوجية التعليمية، وإن أجادوها لا يرغبون في الاستفادة منها في عملية تعليمية، هذا كله على حساب اللغة العربية نظرا لأن العولمة اللغوية في هذا العصر تتماشى مع العولمة التكنولوجية مما يعني أن اللغة التي لا تواكب التطورات التكنولوجية ستكون معزولة من ديناميكيات عصر العولمة.
لذلك فمن الضرورة بمكان الاهتمام باستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة في تعليم اللغة العربية وتعلمها لكي تزيد العملية نفسها فعالية ولكي يتدرب الطلاب الاتصال اللغوي مستخدمين الوسائل التكنولوجية الحديثة، وتحقيقا لذلك فلا بد من توفير كل أنواع الوسائل التكنولوجية التعليمية في مراكز تعليم اللغة العربية وتدريب المعلمين على استخدام هذه الوسائل في عملية التعليم.
من الملاحظة أن تعليم اللغات الأجنبية في العصر الحاضر خاصة المهيمنة منها مثل الإنجليزية لا يعتمد على المنهج فقط وإنما أيضا على سياسة لغوية تدعمه، لأن المنهج مهما كان فعالا لن يضمن نجاح تعليم أي لغة أجنبية في نطاق واسع ما لم تكن هناك سياسة لغوية تدعمه سواء أكانت تلك السياسة سياسة دولية وضعتها الدول الناطقة بتلك اللغة أم سياسة وطنية وضعها كل بلاد تدرس فيه تلك اللغة.
ومن الأسف الشديد أن اللغة العربية بصفها لغة أجنبية كان ومازال تعليمها يعتمد على المناهج التعليمية فقط ولم تكن هناك أية سياسة لغوية واضحة وضعت لدعم ذلك سواء أكانت ذلك سياسة دولية تطبق في جميع الدول الأجنبية أم سياسة محلية تخص دولة معينة تعني بتعليم اللغة العربية، وهذا يجعل تعليم اللغة العربية كلغة أجنبية يلجأ كثيرا إلى كونها لغة دينية مما يعني أن تعليمها وتعلمها تحدده رغبة المسلمين في فهم دينهم، إذا قويت هذه الرغبة زادت رغبتهم في تعلم اللغة العربية والعكس صحيح.
لذلك فمن الضرورة بمكان مبادرة وضع سياسة لغوية دولية كانت أم وطنية لدعم تعليم اللغة العربية لكي تستطيع مواكبة العولمة اللغوية في العصر الحاضر. والسياسة اللغوية تغطي جوانب كثيرة يمكن ذكر أهمها فيما يلي:
ب.1. السياسة في مجال تأهيل المعلمين
يمكن أن تتمثل السياسة اللغوية العربية بهذا المجال في تنسيق الدورات التدريبية لمعلمي اللغة العربية وذلك بهدف تزويد المعلمين على أيدي الخبراء بأحدث التقنيات التعليمية التي يمكن لهم تطبيقها في رفع مستوى تعليم اللغة العربية أينما كانوا، وتتمحور المواد المتدرب عليها حول تصميم المنهج وتطويرها، إدارة المواد التعليمية وتطويرها، طرائق التدريس وأساليبها، إدارة الوسائل التعليمية واستخدامها، إدارة نظام التقويم وأدواته، وثقافة اللغة العربية.
ويمكن تنسيق هذه الدورات التدريبية في مرحلتين تتخذ المرحلة الأولى شكل "تدريب المعلمين المدرِّبين" وهو تدريب مجموعة من المعلمين البارزين الذين سوف يكونون فيما بعد مدربين لزملائهم المعلمين الآخرين، وتتمحور المواد التي يتدربون عليها حول الخبرات المعرفية والثقافية وغيرها من الخبرات التي تفيدهم في تحسين مستواهم في أداء مهنتهم، أما المرحلة الثانية فتتم على شكل "تدريب أثناء الخدمة" وهو تدريب معلمي اللغة العربية وليس إعداد معلمي اللغة العربية مما يعني أن المشاركين في هذا النوع من التدريب هم الذين يتخصصون في تعليم اللغة العربية ويعملون عليه.
وقد قامت بعض الدول بممارسة مثل هذه السياسة اللغوية في برامج تأهيل معلمي اللغة الإنجليزية مثل أستراليا من خلال تدريبات أثناء الخدمة لمعلمي اللغة الإنجليزية في إندونيسيا التي تهدف إلى تزويد المعلمين بكل ما يحتاجون إليه في رفع أدائهم التعليمي من خبرات معرفية ومهنية وثقافية، وبالطبع أن مثل هذه السياسية اللغوية تلعب دور يذكر في رفع مستوى تعليم اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية في إندونيسيا ومن ثم تكوين لدي المجتمع الإندونيسي اتجاهات إيجابية تجاه هذه اللغة وثقافتها ودوافع قوية لتعليمها وتعلمها.
ب.2. السياسة في تصميم المواد التعليمية وتطويرها
تتعلق هذه السياسة ببرامج مخططة في تأليف السلسلة التعليمية المتكاملة المضمون ليس فقط من الناحية اللغوية وإنما أيضا من الناحية التعليمية والثقافية، بعبارة أخرى أن السلسلة التعليمية المقصودة هي التي تغطي من الناحية اللغوية أغنى المواد اللغوية العربية في ضوء المهارات اللغوية الأربع، ومن الناحية التعليمية تنبني على أحدث نظريات ومبادئ تعليمية، ومن الناحية الثقافية تغطي الملامح والقيم الأساسية لكل من ثقافة الناطقين بالعربية وثقافة المتعلمين الناطقين بغيرها.
وتأتي أهمية تأليف مثل هذه السلسلة التعليمية من أن أهم ما يعاني منه مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها – خاصة من الإندونيسيين- هو انعدام الكتب التعليمية الجيدة، إن الكتب المستخدمة لتعليم العربية حتى الآن يمكن وصفها بوجه عام غير جيدة حيث أن لها قصور من الناحية التالية:
الناحية اللغوية.
إن الكتب التعليمية لم تغط جميع المهارات الأربع بصورة متوازنة حيث تحظي مهارة القراءة أكثر اهتمام مما تحظيه المهارات الأخرى. ويترتب على ذلك ترقية مهارة الطلاب في القراءة وتدني مهارتهم في الاستماع والكلام والكتابة.
الناحية الثقافية.
إن الكتب التعليمية - سواء كانت الصادرة من الدول العربية أم المؤلفة في الدول الأجنبية - لم تستمد موضوعاتها من الثقافات الإسلامية المحلية التي ينتمي إليها المتعلمون الأجانب، ويترتب على ذلك عدم انفعال المتعلمين بهذه الموضوعات وتكوّن لديهم اتجاهات سلبية تجاه اللغة العربية بأنها لغة تخص ثقافة العرب وبيئتها ولم تتناول ثقافتهم وبيئتهم ويشعرون بأنها غير قابلة للتعبير عن أنفسهم وأفكارهم وبيئتهم.
الناحية التعليمية.
إن المواد التعليمية في الكتب التعليمية لم يتم اختيارها وتنظيمها بشكل يراعي المبادئ التعليمية، ولعل أبرز ما يؤكد ذلك أن ترتيب المواد التعليمية خاصة الموضوعات النحوية يتقيد بتبويب الكتب النحوية وليس على أساس الاحتياجات اللغوية للمتعلم، ولعل أهم ما يقف وراء ذلك عدم استفادة عملية اختيار المواد وتنظيمها من الدراسات التقابلية بين اللغة العربية ولغة المتعلم.
وبما أن هذه السلسلة التعليمية المراد تأليفها متكاملة من حيث المحتوى اللغوي ومتوازنة من حيث المحتوى الثقافي فلا بد في عملية تأليفها من التعاون والعمل الجماعي بين خبراء تعليم اللغة العربية العرب ونظيرهم الأجنبيين، مثل التعاون بين خبراء تعليم اللغة العربية العرب ونظيرهم الإندونيسيين في تأليف السلسلة التعليمية لتعليم اللغة العربية في إندونيسيا.
ب.3. السياسة في بناء المؤسسات اللغوية أو مراكز النشاط اللغوي
مما لا يختلف فيه اثنان أن من أهم العوامل المدعمة لهيمنة اللغات الغربية وسيادتها في العصر الحاضر هو وجود المؤسسات اللغوية التي أسست بهدف توفير كل ما يحتاج إليه المتعلم الأجنبي في إجادة هذه اللغات، اللغة الإنجليزية على سبيل المثال قد أصبحت لغة سائدة في إندونيسيا لأن تعليمها وتعلمها مدعوم بالمؤسسة اللغوية مثل المؤسسة البريطانية (British Council) ومؤسسة تعاونية إندونيسية أمريكية لتعليم اللغة الإنجليزية (ما يعرف في إندونيسيا بـ PPIA, LIA )، وهذه المؤسسات تقدم برامج تعليم اللغة الإنجليزية على جميع المستويات من الابتدائي حتى المتقدم وتوفر كل الوسائل والتسهيلات وغيرها مما يحتاج إليه الإندونيسيون في تعلم الإنجليزية مثل المعلومات عن الدراسات والمنحة الدراسية في الجامعات الغربية، وبقدر متباين قامت بهذا الإنجاز اللغات الغربية الأخرى مثل الفرنسية والألمانية.
واللغة العربية رغم كونها من أكبر اللغات الأجنبية لم تحظ من مثل هذه السياسة ما يكفي من الدعم بل لم تكن هناك أي مؤسسة لغوية بنيت لتوفير كل ما يحتاج إليه الأجنبيون لإجادة هذه اللغة، لذلك فليتبادر المعنيون بتعليم هذه اللغة إلى التعاون في بناء مؤسسات لغوية في الدول الأجنبية لتقديمهم جميع الوسائل والتسهيلات المساعدة في تعلم اللغة العربية خاصة ما يسد القصر في المواد المقروءة حول اللغة العربية وثقافتها وتوفير الفرص للدراسة في الدول العربية مما يمكن الأجانب من الحياة مع هذه اللغة وثقافتها في بيئتها الطبيعية.
أشار ما تقدم عرضه إلى أن مجال تعليم اللغة العربية يجابه تحديات كبيرة في ظل العولمة، وعند مواجهة هذه التحديات لا يتوافر لدينا إلا خيار وحيد وهو تغيير اتجاهنا في تعليم هذه اللغة نحو ما يحافظ على طبيعها كلغة الدين الإسلامي والثقافة الإسلامية من جانب ويضمن وجوديتها في ظل العولمة اللغوية في العصر الحاضر من جانب آخر، ويبدو أن يستحيل علينا ذلك إلا إذا تبادرنا إلى وضع منهج وسياسة يمكنها من مواجهة تحديات العولمة وتلبية متطلباتها.
لقد حان الوقت ألا نلجأ في تعليم اللغة العربية إلى كونها لغة الدين الإسلامي التي يرغب في تعليمها وتعلمها المسلمون في كل زمان ومكان ولا إلى كونها لغة القرآن المضمون بقاؤها ولا نتخذ من ذلك مبررا لنستسلم أمام ضعفنا وتخلفنا في هندسة تعليم هذه اللغة، قد حان الوقت ألا نكتفي ونرضى ببقاء هذه اللغة دون سيادة وهيمنة ضمن غيرها من اللغات الحية في هذا العصر، إنه علينا الآن أن نحملها على السيادة والهيمنة بكل وسيلة ممكنة منهجا وسياسة لتهيمن على غيرها من اللغات الحية في هذا العصر وتسود معها قيم ثقافتها الإسلامية في الحياة المعاصرة.
رشدي أحد طعيمة، الأسس المعجمية والثقافية لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، جامعة أم القرى، معهد اللغة العربية، مكة المكرمة، 1402هـ/1982م
رشدي أحمد طعيمة، المدخل الاتصالي في تعليم اللغة، سلطانة عمان، 1997م
رشدي أحمد طعيمة، تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها: مناهجه وأساليبه، منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة-إيسيسكو، الرباط، 1989م
عبد الحميد عبد الله وناصر عبد الله الغالي، أسس إعداد الكتب التعليمية لغير الناطقين بالعربية، دار الغالي، الرياض، 1991م
كمال بشر، اللغة العربية بين العوربة والعولمة، مقالة مقدمة في مؤتمر مجمع اللغة في دورته الثامنة والستين يوم الاثنين 18 من المحرم سنة 1423هـ الموافق 1 من أبريل (نيسان) سنة 2002م. www.arabicademy.org.eg
محمد على الخولي، الحياة مع لغتين: الثنائية اللغوية، دار الفلاح للنشر والتوزيع، الأردن، 2002م
نبيه إبراهيم إسماعيل، الأسس النفسية لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، مكتبة الأنجلو المصرية.
Christopher Brumfit, Communicative Methodology in Language Teaching, Cambridge University Press, 1984
S. Pit Corder, Introducing applied Linguistics, Hazell Watson & Viney Ltd., Great Britain, 1975
كمال بشر، اللغة العربية بين العوربة والعولمة، مقالة مقدمة في مؤتمر مجمع اللغة في دورته الثامنة والستين يوم الاثنين 18 من المحرم سنة 1423هـ الموافق 1 من أبريل (نيسان) سنة 2002م.www.arabicademy.org.eg
المرجع السابق
المرجع السابق
عمر ظاهر، العولمة في خدمة العربية: www.aljazeera.net/NR/exereas
نبيه إبراهيم إسماعيل، الأسس النفسية لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، مكتبة الأنجلو المصرية، ص: 28.
رشدي أحمد طعيمة، تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها: مناهجه وأساليبه، منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة-إيسيسكو، الرباط، 1989م ص: 81.
محمد على الخولي، الحياة مع لغتين: الثنائية اللغوية، دار الفلاح للنشر والتوزيع، الأردن، 2002م، ص: 74.
نيبه إبراهيم إسماعيل، مرجع سابق، ص: 28-29.
رشدي أحمد طعيمة، مرجع سابق، ص: 83.
Christopher Brumfit, Communicative Methodology in Language Teaching, Cambridge University Press, 1984, p:92
لهذا المصطلح تعريفات كثيرة منها التعريف بانه: "جعل الكفاية الاتصالية ( (communicative competence الهدف الرئيسي من تعلم وتعليم اللغة"، انظر: رشدي أحمد طعيمة، المدخل الاتصالي في تعليم اللغة، سلطانة عمان، 1997م، ص: 25.
S. Pit Corder, Introducing applied Linguistics, Hazell Watson & Viney Ltd., Great Britain, 1975, p: 70.
رشدي أحمد طعيمة، مرجع سابق، ص:24.
عبد الحميد عبد الله وناصر عبد الله الغالي، أسس إعداد الكتب التعليمية لغير الناطقين بالعربية، دار الغالي، الرياض، 1991م، ص: 20.
رشدي أحد طعيمة، الأسس المعجمية والثقافية لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، جامعة أم القرى، معهد اللغة العربية، مكة المكرمة، 1402هـ/1982م، ص: 20.